بيت مهجور بجوار منزلنا, بابه مهدوم يسهله الدخول لا يوجد حرس ولا أشخاص به يسكنون, حوائطه بالية ينتشر بين ثقوبها أعشاش العنكبوت, من داخله ممرات متاهات فهو بناء كبير.
ذات مساء بعد منتصف الليل بساعتين, شاب يقترب من البيت لا أدري أكان سارحا أم ساكرا أم يريد الموت فتوجد مقولة تعاد في الشوارع ويتسامر بها الناس جميعا { أن الأشباح تتجول المناطق المهجورة ليلا و تتجمع الأرواح لتتآنس كما يلتقي البشر ويتآنسون, إقترب الشاب من البيت لا يفصل بينهما سوى أمتار قليلة وهو يشدو مستمتعا بوتره الشاجي يردد مقطوعة من أغنية رومانسية بإنتعاش كامل فجأة يسكت الشاب ويلازم السكون بوضع يده على قلبه عله يخفض دقاته العالية التي تدك أذنه وترعب قلبه خيفة أن يلاحظه أحد, خربشات وأشعة خافته تخرج من هناك داخل البيت خلف إحدى حوائطه, تمالك الشاب أعصابه وأخده الفضول لطريق المجهول يسلكه لإكتشاف الجديد ومعرفة الأسرار والتأكد من المقولة, يتحرك الشاب ببطء ويضع خطواته الأولى داخل البيت بخفة حتى إنه أوشك عدم سماع قدميه المتلامستين للأرض, ظل يتسلل ببطء وببطء كي لا يلحظه أحد, توقف عن السير وصرخ قلبه وأخذ تنهيدة طويلة بعدما عرف أن صوت الريح المصطدمة بالحائط هو صانع الخربشات, عاود تقدمه للأمام ووضع عينيه ناظرا وراء الحائط, وضع يده يدلك عينيه ويقفلها تارة وتارة ثم أخذ يركز أكثر عندها تبين إنه يرى حقيقة وليست تخيلات, رأى العشاق يمارسون الحب بحذافيره دون حياء, وآخرين يتعاطون السم المخدرات بواسطة السجائر المفخخة والحقن والمسحوق الأبيض اللعين بواسطة الشم, وآخرين يستمتعون بإختطاف أنثى وسلب شرفها والتلذذ بتجريح جلدها, وآخرين يمسكون بطبلة وتتوسطهم ماجنة عارية راقصة عاهرة, وآخرين يبيعون ممتلكاتهم من أجل القمار والميسر, وآخرين يتفقون على تهريب العملة والبضائع الفاسدة بالسوق السوداء وغيرهم وغيرهم وغيرهم, ظل يتصبب عرقا ويبحلق أكثر عله يدرك إنه مخطئ, أراد أن يهرب من هذا الجحيم فاصطدمت رجله بحجر فسقط على الأرض, أحس به من بالداخل فتركوا ما بأيديهم وهرولوا إليه مسرعين وعيونهم تتوقد نيرانا ملتهبة ويرسم على وجوههم الكآبة, يحاصرون الشاب الساقط على الأرض المرعوب لما سيحدث له, ينتظر قدره ويترقب ماذا سيصنعون به؟, أحدهم يرقع سكينا والأخر يمسك خنجرا وغيره يصوب مسدسه ورجل يحمل حديدة كبيرة وهكذا حتى أصبح الجميع شاهرون أسلحتهم الفتاكة ليؤدوا بحياته إلى الجحيم, يترجاهم الشاب بعينه ويتنفس ببطء وهم لايبالون كأنهم ساكرون أو مسحورون أو تحت تأثير تنويم مغناطيسي, قبيل تهشيمه يفتح عينه ليجد الساطور يشقها نصفين والحديدة تكسر رجله والباقون يحطمون باقي الجسد, يفتح مدخل القبر لتلقى أشلاء المسكين بجانب أشلاء زملائه من المناضلين المحبين لكشف الأسرار والتحري وراء الحقائق